طبع على نفقة
السيد يوسف خليل المؤيدعام ١٩٨٩
وخصص ريعه لبيت العجزة
المقدمة: .............
قلت لنفسي ذات يوم و أنا أتأمل الشمس تختفي تدريجياً بين أمواج البحر: لقد غربت هذه الشمس و أشرقت ملايين المرات و أكثر ، و بين إشراقتها و غروبها حملت ملايين الأعمار.ومن لم يسجل ما مر به من أحداث و تجارب سنوات عمره ، ذابت في عمر الزمن، و نستها ذاكرة التاريخ.
عندئذ قررت أن أحقق أمنية والدي و أكتب كتاباً يدور حول تجربته كرجل أعمال، أختار التجارة كمهنة أحبها من أعماق قلبه، و مارسها منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره.من خلال العمل الجاد المخلص، و المبادئ الأخلاقية في ممارسة هذه المهنة و الإصرار على النجاح.
لقد خاطر والدي بحياته في سن الشباب عندما ركب الطائرات في بداية اكتشافها١٩٤٦ ليصل إلى إنجلترا و أمريكا من أجل إنجاز صفقاته التجارية. ونام على ارصفة الشوارع عندما لم يتمكن من الحصول على سكن له في أحد الفنادق بتلك الدول، وواجه جميع المصاعب و العقبات، بإيمانه بالله و بثقته بنفسه وحبه لعمله و رغبته في التفوق و النجاح.
و اليوم تقف (( مجموعة شركات يوسف خليل المؤيد و أولاده)) كعلامة بارزة في مجال الأعمال التجارية الحرة لتصبح شعلة مضيئة يقتدى بها كل شاب اختار العمل التجاري الحر الشريف.
ولازال والدي رغم تجاوزه سن السبعين عاماً يدير مؤسسته بمساعدة أبنائه .. فهو كما أخبرني يوماً لا يشعر بالسعادة و الرضى عن ننفسه إلا من خلال مزاولته
للمهنة التي أختارها من أكثر من خمسين عاماً، ولا يستطيع إلا أن يكون في محيطها إلى آخر يوم في حياته.
إلا إن أبي لم يغفل عن بلاده البحرين. وهو يمارس عمله كرجل أعمال .فهي النبع الذي استقي منه مبادئ الخير و الصبر و الولاء، و ستظل دائماً المصب الذي يسري في مجراه وفائه وحبه لوطنه .. سواء من خلال خبرته كرجل اقتصاد في البنوك التي يشغل بها عدة مناصب في مجالس إدارتها ، أو بعمله في اللجان الاجتماعية، فيوجهها مع من يعمل معه من البحرينيين إلى إقامة مشاريع وطنية تساهم في تقدم وطنه، أو من خلال أعمال خيرية اجتماعية، ينفق عليها من ماله الخاص، من أجل بناء مستقبل أفضل للمواطن البحريني. كما أنه يعتقد كما قال لي بإنه عندما يسعي و يسعي معه كل رجل أعمال مقتدر من أجل إنشاء المشاريع الوطنية الخيرية التي تخدم المجتمع البحريني، فإنهم يقومون بواجبهم نحو بلادهم التي أعطتهم من خيراتها الكثير ليكونوا سواعد قوية ترفعها مع النفوس المخلصة إلى مدارج التقدم و الرقي بين دول العالم.
وسيتم نشر الفصل الأول غدًا .